الصحة النفسية.. مفتاح التوازن في عالم مليء بالضغوط إعداد: ابرار المحمادي - عهود الجابري

في ظل التحديات المتزايدة التي يفرضها العصر الحديث، أصبحت الصحة النفسية محط اهتمام عالمي، إذ تؤثر الضغوط الحياتية والمهنية على الأداء اليومي للأفراد في العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية، بما في ذلك العلاقات الزوجية، مما يؤدي إلى ظهور حالات مثل “الاحتراق النفسي”. ووفقًا للخبراء، فإن العقل السليم يعزز الإنتاجية والإبداع، ويساعد على مواجهة التحديات بفعالية. كما أن الاهتمام بالصحة النفسية ينعكس إيجابًا على الصحة الجسدية، حيث يرتبط التوتر المزمن بالعديد من المشكلات الصحية، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري.
الاحتراق النفسي والضغوط المتزايدة يشهد العالم ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الاحتراق النفسي، لا سيما في بيئات العمل المكثفة. ويُعرَّف الاحتراق النفسي بأنه حالة من الإنهاك الجسدي والعاطفي والعقلي، ناجمة عن التعرض المستمر للإجهاد. وتشير الدراسات إلى أن هذه الظاهرة تؤثر سلبًا على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية، بل وقد تزيد من خطر الإصابة بأمراض نفسية وجسدية أخرى، مثل الاكتئاب وأمراض القلب والسكري. وتظهر أعراض الاحتراق النفسي في عدة أشكال، منها: الشعور بالتعب الدائم حتى بعد الراحة، وتراجع الكفاءة والإنتاجية في العمل أو الحياة اليومية، والرغبة في الابتعاد عن الأصدقاء والعائلة، بالإضافة إلى الشعور باليأس، وعدم الرغبة في المشاركة في الأنشطة المعتادة. وفي هذا السياق، أوضحت الأخصائية الاجتماعية الدكتورة منى محمود أن "الاحتراق النفسي قد يكون نتيجة لعدة عوامل متراكمة، مثل ضغوط العمل وضعف الدعم الاجتماعي"، مشيرًة إلى أن "التواصل المستمر مع الأهل والأصدقاء، واتباع نمط حياة صحي، يساهم بشكل كبير في الوقاية من الاحتراق النفسي والتخفيف من آثاره".
خطوات نحو التعافي ولحماية الصحة النفسية وتجنب الوقوع في فخ الاحتراق النفسي، يوصي الخبراء باتباع عدة خطوات، مثل التركيز على المهام الضرورية وتجنب تحميل النفس فوق طاقتها، وتخصيص وقت يومي للراحة وممارسة أنشطة تساعد على الاسترخاء، كقراءة الكتب والتأمل. كما يُنصح بممارسة النشاط البدني المنتظم، لما له من دور في تخفيف التوتر وتحسين المزاج، إضافةً إلى طلب الدعم من الأصدقاء والعائلة، والتحدث عن المشاعر والمخاوف. وفي الحالات الشديدة، يُنصح باللجوء إلى المختصين في الصحة النفسية لتلقي الدعم والعلاج المناسب.
نظرة مستقبلية مع تزايد الوعي بأهمية الصحة النفسية، أصبحت العديد من المؤسسات والجهات الصحية تتبنى برامج لدعم الأفراد في مواجهة الضغوط النفسية. وتأتي هذه الجهود تماشيًا مع أهداف منظمة الصحة العالمية، التي تؤكد أن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة.
إن الصحة النفسية ليست رفاهية، بل ضرورة في عالم يفرض علينا تحديات متزايدة. فالاعتراف بالمشكلة واتخاذ الخطوات اللازمة للتعامل معها هو المفتاح لحياة أكثر توازنًا وإيجابية. كما أن دعم المجتمع والجهات الصحية يلعب دورًا محوريًا في بناء بيئة تعزز الصحة النفسية للجميع.

المصادر:

https://www.alarab.co.uk/الضغوط-المستمرة-تؤدي-إلى-الاحتراق-النفسي

https://www.sayidaty.net/صحة-ورشاقة/الصحة-النفسية/1791563-علامات-تنذر-بالاحتراق-النفسي-وتتطلب-العلاج-الفوري

https://www.sayidaty.net/node/1505511/صحة/الصحة-النفسية/أسباب-الاحتراق-النفسي-وطرق-الخروج-من-هذه-الحالة-الصعبة