شهد الأسبوع الحالي سلسلة من القرارات التي كانت مثار جدلٍ كبيرٍ، وهي أزمة عانى منها الاقتصاد العالمي، نتيجة إجراءات فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تقلصت مؤخرًا ثروة أغنى أثرياء العالم، مع إثارة الحرب التجارية قلق المستثمرين.
ومع تأثر أسواق الأسهم العالمية بإعلان دونالد ترامب عن ضرائب حدودية شاملة، اضطر بعض حلفاءه من رجال الأعمال إلى حساب التكلفة، حيث خسر أغنى 500 شخص في العالم، ما مجموعه 536 مليار دولار في أول يومين من تداولات سوق الأسهم، بعد إعلان ترامب "يوم التحرير".
وتعد هذه الخسار، أكبر خسارة في الثروة خلال يومين، يسجلها مؤشر بلومبرغ للمليارديرات على الإطلاق، وضمن ذلك شهدت مجموعة من أثرياء العالم الذين دعموا ترامب أو حضروا حفل تنصيبه في يناير، تقلص ثرواتهم.
ومن أغنى رجال العالم، هو الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك - والذي شهد بالفعل، انخفاضًا حادًا في ثروته، بعد أن أصبح شخصية بارزة ومثيرة للجدل في إدارة ترامب - كما يعد الأكبر تضررًا وبفارق كبير. وكانت تيسلا، تواجه بالفعل رد فعل عنيف من المشترين المحتملين بسبب سلوك رئيسها التنفيذي المثير للجدل، ومع انخفاض أسهمها، خسر ماسك 31 مليار دولار من صافي ثروته، بين جرس الافتتاح يوم الخميس وإغلاق السوق يوم الجمعة. وقد أدى الانخفاض الأخير في أسهم تيسلا، إلى أن تصبح شركته الخاصة للصواريخ والأقمار الصناعية، سبيس إكس، أثمن أصوله، فحتى الآن من هذا العام، انخفضت ثروة ماسك المقدرة بمقدار 130 مليار دولار، على الرغم من أنه لا يزال يتمتع بمكانة مرموقة كأغنى شخص في العالم، بثروة صافية تبلغ 302 مليار دولار، وقد انخفضت أسهم تيسلا بنحو 5% في وول ستريت بعد ظهر يوم الاثنين، ما زاد من هذه الخسائر.
من جانبه، تكبد مؤسس فيسبوك ومالك إنستجرام وواتساب، ثاني أكبر خسارة، بأكثر من 27 مليار دولار، حيث تضرر ثالث أغنى شخص في العالم، والذي تتخطى ثروته 179 مليار دولار، حيث انخفض سهمها بنسبة تقارب 14% خلال يومين، بعدما أثرت حرب الرسوم الجمركية بشكلٍ خاصٍ على شركات التكنولوجيا، وارتفع سهمها بشكل طفيف يوم الاثنين، بنسبة تقارب 1%. وتعتمد العديد من أكبر شركات العالم، على أسواق أسيا، والتي فرض عليها ترامب أكبر رسوم جمركية، في التصنيع ورقائق الكمبيوتر وخدمات تكنولوجيا المعلومات، حيث شهد زوكربيرج، الذي أجرى تحولًا ملحوظًا في ميتا قبل أسابيع من تولي ترامب منصبه، خسارة أكثر من 28 مليار دولار من ثروته الشخصية حتى الآن هذا العام.
وتكبد مؤسس أمازون ومالك صحيفة واشنطن بوست، ثاني أكبر خسارة في يومين، حيث خسر 23.5 مليار دولار، بعدما انخفضت القيمة السوقية لشركة أمازون، وهي الشركة الرائدة في بيع السلع المستوردة من جميع أنحاء العالم، مئات المليارات من الدولارات هذا العام. ويستحوذ البائعون الصينيون على أكثر من 50% من سوق أمازون للجهات الخارجية، وتعتمد أعمال خدماتها السحابية أيضًا، على التقنيات التي تنتجها بشكل أساسي شركات مصنعة في دول أسيوية، مثل تايوان. وشهد بيزوس، ثاني أغنى شخص في العالم، بثروة صافية تُقدر بـ 193 مليار دولار، خسارة قدرها 45 مليار دولار من ثروته حتى الآن هذا العام، حيث ارتفعت أسهم أمازون، ارتفاعًا طفيفًا - بنسبة 0.4% - يوم الاثنين. وفي فبراير، أوقف صندوق بيزوس للمناخ والتنوع البيولوجي، والذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار، تمويل إحدى أهم منظمات إصدار شهادات المناخ في العالم، في خطوة اعتبرها البعض بمثابة "خضوعٍ" لترامب ومعارضته للعمل المناخي.
وخسر مالك إمبراطورية LVMH للسلع الفاخرة 6 مليارات دولار يوم الخميس، وأكثر من 5 مليارات دولار يوم الجمعة، نتيجةً لرسوم ترامب الجمركية على مراكز المصانع الآسيوية، والتي تُشكل أساس صناعة الملابس العالمية، حيث تراجعت أسهم الشركة، بشكل أكبر يوم الاثنين، بأكثر من 4%. وانخفضت ثروة أغنى رجل في أوروبا، ورابع أغنى شخص في العالم وفقًا لبلومبرغ، إلى 158 مليار دولار، بانخفاض قدره 18.6 مليار دولار، حتى الآن هذا العام، فيما كان أرنو صديقًا لترامب، منذ أوائل الثمانينيات، عندما التقيا في حفل عشاء خيري، والولايات المتحدة هي أكبر سوق لإمبراطوريته التجارية، بحجم يُعادل جميع المبيعات الأوروبية.